اتخذا قراراً ثم اتجه الى سريره ونام...
وبعد ساعات من نومه وفي خضم هذا الليل البهيم... والسكون الرهيب.. همست العين للاذن... "تباً لك... فلولاك ما كان حدث ما حدث!!"..
- فأجابت الاذن: وما علاقتي انا بذلك؟!..
- أنت أساس المشكلة.. فصاحبنا لو لم يسمع عن طريقك ما سمع لما كان اتخذ هذا القرار الاهبل!!..
- ولماذا لا تلومين نفسك؟!.. فهو قد رأى الموضوع من خلالك... وكما قيل قديماً... ليس من سمع كمن رأى...
- نعم... ولكن ليته استخدم الوسيلة الصحيحة للرؤية... فهو قد رأى بأذنه التي هي انت, وليس بعينه التي هي انا...
وهنا انتبه القلب لهما, وقال بغضب: انتما السبب... وكلاكما يتحمل المسؤولية... هو سمع عن الموضوع وهذه مسؤوليتك (مشيراً الى الاذن), ثم ذهب ورأى بعينه وهذه مسؤوليتك (مشيراً الى العين)... ثم...
- (وهنا قاطعته العين): ولكن ما علاقتي اذا رأى الموضوع من خلال اذنه وحكم من خلالك انت!..
- (فقال القلب متفاجئاً): أنا؟!... ومتا علاقتي بالموضوع ايتها المغفلة؟!...
- انت أس البلايا... فهو لو استخدم عقله لكان خيراً له ولنا... ولكنه مع الاسف استخدمك أنت وورطنا معك!!..
- وهل منعته؟!..
- نعم منعته... فأنا لا زلت أتذكر كيف انك تغلغلت في خلايا جسمه حتى وصلت الى عقله فغطيته وأعميته, فأصبح لا يرى الا ظلاماً...
فهو اذن سمع من خلال الاذن وحكم من خلالك وأسوأ القرارات تلك التي تؤخذ عن طريق السماع والعاطفة... وكلاهما مرجعيتهما لكما انتما...
- (وهنا تدخلت الاذن): أرى انك كمن "رمتنا بدائها وانسلت"...
وأصبحت تلقين اللوم علينا... وكأنك لا علاقة لك بشيء... وكأن العقل والعين هما اساس كل نجاح, اما السمع والعاطفة فأساس كل فشل...
- وهل عندك شك في ذلك.. (جاوبت العين)...
- نعم عندي مشكلة... واسألي القلب...
- (وقالت العين, ساخرة): القلب؟!... أتريدين ان اسال القاتل عن القتيل؟!.. أنت واياه كمن "يقتل القتيل ويمشي في جنازته!!".. فكيف تريدين ان اتاكد منك او منه؟!...
- (وهنا تدخل القلب): وهل قتلنا احد حتى نمشي في جنازته؟!..
لماذا انت مبكرة الموضوع.. ثم هو الذي اتخذ قراره... نحن غير مسؤولين عما فعل!!..
- ومن قال لكما: اننا غير مسؤولين, ونحن فريق واحد في جسد؟!..
- (فقالت الاذن ساخرة): اراك تدافعين وتناقشين وحدك وترمين كل اللوم علينا انا والقلب... (ثم استدركت)... ثم تعالي هنا.. الا ترين انك حكمت على سوء القرار وأنت تكوني حاضرة.. فكيف عرفت انه سيء؟!..
- (وهنا صرخت العين, وكأنها مسكت كلمة على الاذن): الحمد لله.. ها انت قلتها... لم اكن حاضرة.. (ثم تابعت بثقة)... وأي قرار أغيب عن المداولة فيه بالتأكيد, فسيكون قراراً خاطئا... بل والادهى ان القرار عندما يكون نابعاً منكما انتما بالذات فقل على الدنيا السلام...
- (وهنا زمجر القلب): أف.. قد أزعجتنا بكثرة اللوم... وعموماً كلامنا ليس معك.. نحن نتكلم مع من هو اعلى منك.. نادي العقل, ليتكلم معنا ونأخذ رأيه في الموضوع...
- وبعد ان اتفقوا على مناداته, ليحكم بينهم فيما اختلفوا فيه, قال لهم بعد ان نفض الغبار عن نفسه, ومد يديه الى جانبه, ثم تثاءب, قائلاً: اه... لا تسألوني عن شيء... فقد كنت غائباً تلك اللحظة... (ثم استدرك قائلاً)... بل حتى اكون اكثر دقة... غائباً طوال عمري... أو ربما مغيباً لا أعلم... المهم... لا تنتظروا مني شيئاً هذه اللحظة... فافعلوا ما بدا لكم... أما انا... فسأعود للنوم الى ان يتذكر صاحبنا ان له عقلاً... فيستخدمه...
منقول
وبعد ساعات من نومه وفي خضم هذا الليل البهيم... والسكون الرهيب.. همست العين للاذن... "تباً لك... فلولاك ما كان حدث ما حدث!!"..
- فأجابت الاذن: وما علاقتي انا بذلك؟!..
- أنت أساس المشكلة.. فصاحبنا لو لم يسمع عن طريقك ما سمع لما كان اتخذ هذا القرار الاهبل!!..
- ولماذا لا تلومين نفسك؟!.. فهو قد رأى الموضوع من خلالك... وكما قيل قديماً... ليس من سمع كمن رأى...
- نعم... ولكن ليته استخدم الوسيلة الصحيحة للرؤية... فهو قد رأى بأذنه التي هي انت, وليس بعينه التي هي انا...
وهنا انتبه القلب لهما, وقال بغضب: انتما السبب... وكلاكما يتحمل المسؤولية... هو سمع عن الموضوع وهذه مسؤوليتك (مشيراً الى الاذن), ثم ذهب ورأى بعينه وهذه مسؤوليتك (مشيراً الى العين)... ثم...
- (وهنا قاطعته العين): ولكن ما علاقتي اذا رأى الموضوع من خلال اذنه وحكم من خلالك انت!..
- (فقال القلب متفاجئاً): أنا؟!... ومتا علاقتي بالموضوع ايتها المغفلة؟!...
- انت أس البلايا... فهو لو استخدم عقله لكان خيراً له ولنا... ولكنه مع الاسف استخدمك أنت وورطنا معك!!..
- وهل منعته؟!..
- نعم منعته... فأنا لا زلت أتذكر كيف انك تغلغلت في خلايا جسمه حتى وصلت الى عقله فغطيته وأعميته, فأصبح لا يرى الا ظلاماً...
فهو اذن سمع من خلال الاذن وحكم من خلالك وأسوأ القرارات تلك التي تؤخذ عن طريق السماع والعاطفة... وكلاهما مرجعيتهما لكما انتما...
- (وهنا تدخلت الاذن): أرى انك كمن "رمتنا بدائها وانسلت"...
وأصبحت تلقين اللوم علينا... وكأنك لا علاقة لك بشيء... وكأن العقل والعين هما اساس كل نجاح, اما السمع والعاطفة فأساس كل فشل...
- وهل عندك شك في ذلك.. (جاوبت العين)...
- نعم عندي مشكلة... واسألي القلب...
- (وقالت العين, ساخرة): القلب؟!... أتريدين ان اسال القاتل عن القتيل؟!.. أنت واياه كمن "يقتل القتيل ويمشي في جنازته!!".. فكيف تريدين ان اتاكد منك او منه؟!...
- (وهنا تدخل القلب): وهل قتلنا احد حتى نمشي في جنازته؟!..
لماذا انت مبكرة الموضوع.. ثم هو الذي اتخذ قراره... نحن غير مسؤولين عما فعل!!..
- ومن قال لكما: اننا غير مسؤولين, ونحن فريق واحد في جسد؟!..
- (فقالت الاذن ساخرة): اراك تدافعين وتناقشين وحدك وترمين كل اللوم علينا انا والقلب... (ثم استدركت)... ثم تعالي هنا.. الا ترين انك حكمت على سوء القرار وأنت تكوني حاضرة.. فكيف عرفت انه سيء؟!..
- (وهنا صرخت العين, وكأنها مسكت كلمة على الاذن): الحمد لله.. ها انت قلتها... لم اكن حاضرة.. (ثم تابعت بثقة)... وأي قرار أغيب عن المداولة فيه بالتأكيد, فسيكون قراراً خاطئا... بل والادهى ان القرار عندما يكون نابعاً منكما انتما بالذات فقل على الدنيا السلام...
- (وهنا زمجر القلب): أف.. قد أزعجتنا بكثرة اللوم... وعموماً كلامنا ليس معك.. نحن نتكلم مع من هو اعلى منك.. نادي العقل, ليتكلم معنا ونأخذ رأيه في الموضوع...
- وبعد ان اتفقوا على مناداته, ليحكم بينهم فيما اختلفوا فيه, قال لهم بعد ان نفض الغبار عن نفسه, ومد يديه الى جانبه, ثم تثاءب, قائلاً: اه... لا تسألوني عن شيء... فقد كنت غائباً تلك اللحظة... (ثم استدرك قائلاً)... بل حتى اكون اكثر دقة... غائباً طوال عمري... أو ربما مغيباً لا أعلم... المهم... لا تنتظروا مني شيئاً هذه اللحظة... فافعلوا ما بدا لكم... أما انا... فسأعود للنوم الى ان يتذكر صاحبنا ان له عقلاً... فيستخدمه...
منقول